لقاء حصري مع العم الهيلم بن ورده An exclusive interview with Uncle Ben

مشاهدات الان
لقاء حصري مع العم الهيلم بن ورده
ضيفنا اليوم هو شخص واكب الأحداث والتجارب وأخطر المراحل السياسية وأهم التحديات التاريخية لمن عاصروا توحيد البلاد من عهد الملك عبدالعزيز الى وقتنا الحاضر مع طوفان العنف والحروب في زمن اختزلت فيه خصائص تكوينه وظروف البيئة حيث قدر على ضيفنا ان يكون من ضمن جنود الوطن والعرب في حرب 48 في تشكيل صف عربي موحد تطوع في هذا الجيش وترك الحياة وخياراتها المتجددة ومقتضيات وجودها على وجه الأرض رغبة منه وبحثه عن الفوز مع أخوانه من أجل تحرير بلد عربي محتل او الشهادة ( تمكن من الوصول الى المسجد الأقصى في فلسطين المحتلة وادى الصلاة فيه هو واخيه السهلي )
تجربة في حياة مسلم مجاهد شواهد وبراهين حين يكون من قبيلتنا موضوعاً للتناول والتداول
ومن سماته الاحتفاظ بخصائص ونزعات الروح الإنسانية المشبعة بحب الخير منطلقة من تمسكة بعقيدتة راجياً مثوبة من خالقه بنفس مسلحة وبصرامة الرجال التي لا تنحي العواصف هماتهم ضرب القدوة والمثل الأعلى في الأخلاق الرفيعة ومدرسة نموذجية للشخصية المسلمة
فيسر إدارة شبكة قبيلة العجمان أن تلتقي الوالد الهيلم بن وردة (وردة أسمه الحقيقي مبارك ) بن دلموك بن جبر بن سرحان بن حرضان بن جابر بن راشد بن سفران في هذا اللقاء الفريد من نوعة وباحداثة التاريخية

ضيف اللقاء ايام الشباب
س: ابو مشعان حدثنا عن فتح نجران وكيف كانت مشاركتك فيها ومع من ؟
توجهنا سنة 1352 هـ (1935 م) تقريباً بقيادة الأمير فيصل بن سعد آل سعود وأخيه فهد بن سعد إلى باقم وكانت الحرب وقتها قائمة بين الملك عبدالعزيز رحمه الله وبين ملك اليمن وأبنه أحمد جنه ، وكانت هناك الكثير من أبناء القبائل مثل مطير وقحطان وسبيع وغيرهم مع الأمير فيصل بن سعد ، أما بيرق العجمان فكان بقيادة منصور بن شافي بن منيخر وابن جمعه
وخيمنا في خميس مشيط لمدة أربع شهور وكان جلالة الملك عبدالعزيز في الطائف ,وأذكر من الجماعه عبيد بن برغش وفيصل بن الهيلم وعبيد بن سرحان وناصر بن سرحان ونايف العويض وفدعوس وورده وغنيم طعان الجوع وأنا كنت اصغر الجماعة وكان عمري وقتها 18 سنه تقريباً وكنا في خيمة وحده هؤلاء من فخذ آل سفران وفيه من العجمان كثير واذكر منهم مجموعة من آل شايقة ونعم الرجال وكلنا مع الأمير فيصل بن سعد في ( باقم ) اما باقي الجماعه والعجمان فكانوا مع بيرق العجمان في نجران
س : حدثنا عن معركة باقم والأحداث التي مرت عليكم فيها ؟
تواجهت الجيوش كلها في خميس مشيط وبعد أربع شهور توجه بيرق العجمان وباقي البيارق إلى نجران أما نحن جيش فيصل بن سعد والذي كان مكون من خليط من القبائل وأهل العارض فقد توجهنا نحو باقم في اليمن ، وهي بلدة رجال جميعه وهم ناس ماهم بسيطين وكانت هذه البلد وعره جداً وعرف عنها أنها لم تخضع لأحد من قبل وخذينا فيها شهر وست أيام في باقم وخلال هذه الفتره حدثت الأحداث التاليه وخلص الفشق والأكل وأذكر اني خذيت يوم بليل على الماء فقط بدون أي اكل ، وكانت توزع مهام المراقبه كل يوم على قبيله تحسباً من الهجوم ، وأي شخص نراه خارج المنازل نرميه ونظراً للظروف السيئه من قلة الطعام والإمداد حصل إنسحاب من بعض القبائل ولم يبقى سوا العجمان وبعض الخدام مع فيصل بن سعد ولاهو ياكثرهم وكان الملك سعود في نقعه ويسمعون صوت مدافعنا وأثناء ذلك الوقت أنكسرت قوات أحمد جنه اليمني في نجران ويعود الفضل في ذلك لبيرق العجمان بقيادة منصور بن شافي بن منيخر وابن جمعه وكان منصور بن شافي يهجم عليهم على فرسه السودا بين قصورهم ويرمونه ولايصيبونه وكان يقول اليمانيين ان هذا الرجل وفرسه معهم حرز (سحر) ولم يرموه بعد ذلك وقتل من اليمانيين أكثر من مائة جندي فأنسحبت قوات بن جنه من نجران بعد خسارتهم وتوجهو إلى صعده حيث يوجد هناك أحمد جنه فأمرهم بالتوجه إلى باقم وهجمت علينا قوات أحمد جنه في باقم وكانوا كثيري العدد مثل الدبا ، فسمعت صوت الوالد رحمه الله يتحدث إلى الأمير فيصل بن سعد ويقول له: مهوب وقت جلوس في الخيام أما ناطحوا الرياجيل او أنسحبوا يوم مالكم فيه يوم وأخذ فيصل بن سعد يحثنا على الهجوم فأخذنا البيرق وأسبلنا عليهم وكانوا في جبل وحنا في سهل فكثر علينا الرمي ومن كثر الرمي بيرقنا تقطع فوق روسنا ، في هذا الوقت كان فيصل بن سعد ومستشارينه قد قرروا الإنسحاب وأرسلوا لنا شخص أخذ البيرق وأمرنا بالإنسحاب
س :أبو مشعان حدثنا عن بعض المواقف التي حصلت لك في باقم ؟
كان من ربعنا الخياله ناصر بن سرحان والوالد وفدعوس العبار وغنيم طعان الجوع وكانوا أمامنا وحنا خلفهم ، وربطوا خيلهم وراحوا قدامنا وحنا حطينا الحيود بينا وبين اليمانيه ورأيت وقتها أحد أفراد الجيش اليماني يقترب منا متذري بالحيود وكان ينتقل من حيد إلى حيد كأنه داب فرميته وأصبته ورأيته يسقط وهميت إليه لأخذ محزمه وسلاحه فمسكني أحد افراد جيشنا وقال لي: أقعد ياورع لاتذبح ، وكان هناك تبادل كثيف لإطلاق النار بينا وبينهم فصاح احد افراد جيشنا بأن أوقفوا الرمي ترى ورده وناصربن سرحان وغنيم وفدعوس بينا وبينهم ، فتركت اليماني وغنيمته بحثاً عن والدي وربعه فرأيت فدعوس وغنيم مقبلين وغنيم منكسره أيده وتضرب ظهره ، وسألت فدعوس عن والدي وناصر فقال: قريب وقاعدين هناك يبيون اربهم يذبحون اللي صوب غنيم ، فأنطلقت في إتجاههم ورأيتهم مناطحيني والمخابيط من كل صوب فحثيتهم على الإسراع وركضت أمامهم وألتفت عليهم فرأيتهم مازالوا يمشون فحثيتهم مره أخرى على الجري فردوا علي: ماحنا جاريين لآني إذا جرينا أخلعنا ربعنا المتبطحين وأنكسروا ونحن سبب كسرتهم ، ثم رجعنا على خيلنا وشلينا غنيم على فرسه وركب فدعوس معه وعطوني بنادقهم أحملها وركبت فرس فدعوس وأنسحبنا ورجعنا للمخيم وبعد المغرب كانت القوات في المخيم وجاتنا خيل بعض مستشارين فهد بن سعد وأهلها مذبوحين فصاح في أهل العارض يحثهم على الهجوم فهجموا من ليلهم وهو أولهم فلحق بنا فيصل بن سعد وطلق عليه أن يؤجل الهجوم إلى الفجر فحذف بندقه وأنصرع وجلسنا عنده إلى أن صحى ورجعنا للمخيم وبعد تمام الشهر وست أيام أنسحبنا إلى الحماد حيث يوجد سعود بن عبدالعزيز رحمه الله ، وأنضمينا إلى جيشه وكان عددنا لايتعدى 80 رجال بعد إنسحاب الكثير منا في باقم
س : حدثنا عن حرب فلسطين وكيف كانت طريقة إنضمامكم مع الجيوش العربية ؟
في سنة 1948م ذهبت أنا وأخي السهلي ( سعد ) بن ورده والكثير من الناس مع محمد السديري وتوجهنا إلى سكاكا وكان السديري مرسل من أبن سعود وكنت أنا وأخي السهلي بن ورده متطوعين وكان السديري على أساس انه يسمح له الشريف بالمرور عبر الأردن للذهاب إلى فلسطين وقد تبرع الملك بتجهيز جيش سعودي بالعده والعتاد وتحمل كل مايلزم لتحريك الجيش إلى فلسطين وكل هذا مرهون بموافقة الشريف للمرور عبر أراضيه ولكن الشريف رفض وبقى الجيش في سكاكا ، حينها قررت أنا وأخي السهلي ( سعد ) الذهاب لوحدنا إلى فلسطين فدخلنا الأردن وشرينا السلاح من سوق الأردن وعبرنا لفلسطين وكان في بداية عام 1948م قبل بداية الحرب وصلت أنا وأخي السهلي ( سعد ) في المسجد الأقصى وبعدها ذهبنا إلى رام الله وكان الأمن فيها معدوم وخصوصاً بعد مغيب الشمس ولم يكن هناك حرب أو جيش يمشي على جيش ، والشريف وأبو حنيك يديرون الجيش الاردني وأذا كان هناك تفوق للقوات الأردنيه طلب الشريف وأبو حنيك الهدنه ، وإن كان هناك تفوق للقوات اليهوديه أستمرت المعارك دون طلب هدنه ( يعني خيانة ) ، وخذينا فتره ولم يكن هناك جيش نظامي للمجاهدين فرجعنا لسوريا وواجهت فهد المارك وكان بيني وبينه معرفه قديمة وهو رجل معروف عنه الدين والشجاعة والسياسة ودارت الأقاويل في ذلك الوقت أن السعوديين واليمنيين لم يشاركوا في محاربة اليهود ، علماً بأن هناك عدد كبير منهم رجع من فلسطين إلى سوريا وكان مصدر هذه الأقاويل قياديين في الجيش السوري فقام فهد المارك بالتصدي لهذه الاقاويل وجمع المجاهدين السعوديين واليمانيين وخطب فيهم ثم توجه إلى السفير السعودي في سوريا أنذاك وهو عبدالعزيز الزيد ، وطلب منه مراسلة ولي العهد أنذاك الأمير سعود بن عبدالعزيز لوجود الملك عبدالعزيز حينها في الحجاز يطلب منه تزويدهم بالدعم المادي لعمل زي موحد لجيش المجاهدين فأعتذر السفير الزيد لحساسية الوضع مع السوريين فرجعت أنا وفهد المارك إلى الفندق وراسلنا سعود بن عبدالعزيز مباشرة وجائنا الدعم المادي وأشهد بالله أن فهد المارك كان كفؤ لها وخايف رب العالمين في مال ابن سعود
س- هل كان هناك مواجهه وحرب أثناء وجودكم هناك؟
ماكان فيه غير المناوشات فقط ، اما جمع يلتقي مع جمع في حرب فما حصل هذا الشيئ لأن اليهود ملاعين يرمون ويغيرون أماكنهم بسرعه علشان مانصيدهم وطريحهم مايخلونه وفي الحقيقه هم مايسوون شي ولو كان العرب مصملين ماكان بقوا وكذلك الخيانات
س- هل حصلت لكم مواقف هناك مع أهل الشام ؟
كنا في الشام وذهبت مع فهد المارك إلى بيروت لإتمام بعض الأمور وإنجازها وركبنا في الباص وبعد وصولنا لسهل البقاع تعطل الباص وكان السائق والركاب دروز وأخذ السائق يسب الرب والعياذ بالله من الكفر فتضايق فهد من كلامه وضربه بالعصا من خلف راسه وكنت أردع فهد منهم وأقوله أتركهم منك حنا ماجينا نهدي الكفار ، وكان للسائق معاون ضخم الجثه فنشب بينا وبينهم عراك وخناق شديد وطمرت على ظهر المعاون وصحت على فهد (وكان معه جنبيه وفرد وأنا معي فرد) أذكره بالجنبيه والفرد علشان نفتك وماوعيت إلا غزل راس فهد في ايدين المعاون وخذينا شوي وقومهم الله منا ، ونزلنا نتطارد حنا وياهم برى الباص وأخذت لي حيدين وألتفت على المعاون أضربه وهو يصد ويوم ألتفت لهو يركض ، وأتطارد انا وياه وكان المعاون سمين فتعب من الركض ووقف وقال لي : دخيلك ، فمشيت به إلى الباص ويوم وصلت لقيت فهد متكيئ على الباص والدروز قعود عنده وهناك واحد يتفلت من بعيد وعنده رياجيل ماسكينه ، فقلت لفهد : هو وش فيه؟ إن كان يتفلت علينا خل حنا نتغانم الرياجيل دامهم ماسكينه وخلنا ناصله قبل يجونا ، فقال فهد : لا هؤلاء مسلمين وفزعو لنا يوم شافونا نتخانق مع الدروز وهذا الشخص اللي هم ماسكينه ماخلا واحد من الدروز اللي قاعدين الا وضربه ورفسه وعاده يبيهم وخوياه يردعونه منهم
س: هل كان لكم تقدير وإستقبال بعد رجوعكم ؟
نعم كان هناك تقدير وإستقبال رسمي وقد كان فهد المارك محضر كشوف الأسماء وأنا وأخي السهلي مشينا من الشام قبل لايعودون الجنود لآن حنا كنا متطوعين ولسنا رسميين
س: عرف عنك أنك خيّال وقد فزت بجوائز متعدده ومراكز متقدمه ، فمتى بدأت هذه الهوايه ونبذه مختصره عنها؟
انا لي 55 سنه وانا اشارك وانا دايم الأول ، وأول مالزيت كان عمري حوالي 18 سنه قبل لا أشارك في حرب (باقم) سنة 1352 هـ
وفي السباق دائما كان الملك سعود يخليني مع ولده منصور وكنا نجيب الخيل من العراق ومن لبنان وأنا وكيلها ولزازها
س: حدثنا عن أخر سباق حضره الملك عبدالعزيز؟
كانت حالة الملك الصحيه مترديه فأراد أبنائه عمل سباق له لكي يرفه عن نفسه ، وكانت هناك فرس شقراء وحمراء جايبها ابن شريعان من العراق لفهد بن عبدالعزيز ، وكنت انا خيال فهد بن عبدالعزيز وفيصل بن منديل ، و الأمير سلمان بن عبدالعزيز ذاك الحين هو اللي معنا ويديرنا ورحت اتسابق أنا والخالدي بن منديل للخيل عشان كل واحد ياخذ وحده وسبقته وعيني على فرس أحسبها حصان وشيفتها ماودك بغيرها ، والله ان محمد بن طلال شيخ شمر لاحقني ويقول لي يابعد حيي وين جاكم هالحصان يالهيلم فبينت له انها فرس وأستغرب
وكان هناك حصان للملك عبدالله اسمه بغداد ولزازه حمد اللميع القحطاني وكان معروف بفوزه دائما في السباق ، ولزينا ذاك اليوم بحضور الملك عبدالعزيز رحمه الله وفزت في ذلك السباق وبغداد طلع في المركز السابع ، واهداني في حينها اولاد الملك عبدالعزيز واولهم تركي ساعاتهم اللي في ايدينهم حتى أمتلت الساعات في ذراعي وقلدوني دربيل هديه وطلبني اياه واحد من العجمان وقال الحذيه وعطيته اياه
س: ماهو أخر سباق شاركت فيه ؟
أخر سباق شاركت فيه كان على فرس صفراء لسلمان بن عبدالعزيز وفي نهاية المضمار كان بجانبي خيال وفرسي فايته براسها وكنت انا من صوب الناي وافترت الفرس وضربت البتر وانكرست هي وطحت انا وانكسرت ايدي وحاقنتي
س : أبو مشعان هل من كلمة أخيرة تقولها ؟
ما عندي الا سلامتكم والله يعطيكم العافيه على ما تقومون فيه والمعذرة أن نسيت شي او تخطيت شي وهذا من النسيان وكبر السن واوصيكم بتقوى الله في كل أمر
وفي نهاية هذا اللقاء نتقدم بجزيل الشكر وخالص الامتنان لضيفنا الكريم على رحابة الصدر وعلى حسن الإستقبال وندعو الله أن يمد بعمرة وأن يديم عليه الصحة

السهلي بن ورده رحمه الله

جطلي بن ورده
السطر الثاني وقوفا, ثاني واحد من يمين السهلي بن ورده والثالث الهيلم بن ورده
تصريح للمجاهد الهيلم بن ورده بحمل السلام والدخول الى سوريا


ضيف اللقاء مع الاخ جالس بن مبارك وفيصل بن حجرف

من اليمين العم جطلي بن ورده , منصور بن فيحان , فهد بن جطلي
لا يوجد صوره
من اليمين سلمان بن هصمان, جالس بن مبارك , ضيف اللقاء , فيصل بن حجرف


تم الحفظ

إرسال تعليق

0 تعليقات