نبذه عن سفن شراعية كويتية Kuwaiti ships sailing

مشاهدات الان
تنوعت و تعددت السفن الشراعية الكويتية في فترة ما قبل النفط، حيث كانت العصب الرئيسي للاقتصاد الكويتي في تلك الفترة نتيجة لاعتماد الكويتيين على التجارة البحرية و الغوص على اللؤلؤ كمصدر رئيسي للدخل. اختلفت أشكل و أحجام السفن الشراعية الخشبية على حسب الحاجة لها و استعمالها. و تسمى السفن في الخليج بالمِحْمَل
تصنيف السفن
سفَّار
يطلق سفار على السفن التي تنقل البضائع من الكويت إلى الهند و شرق أفريقيا و ترجع مشحونة بالبضائع إلى الخليج. و تصل حمولة السفار إلى 575 طن. و استخدم لهذا الغرض كل من بوم و البغلة
قطَّاع
و هي سفن متوسطة الحجم و لا تخرج من الخليج العربي، تستخدم لنقل البضائع من ميناء إلى آخر بحمولة لا تزيد عن 60 طناً
نقل الماء
نظراً لشحة المياه العذبة في الكويت كانت الحاجة لجلب المياه من شط العرب بواسطة السفن خاصة بعد أن زاد عدد السكان و عجزت الآبار الجوفية عن تلبية حاجة السكان المتزايدة، فتولدت فكرة نقل بناء سفن خاصة لنقل المياه و كان ذلك في عام 1908، و بلغ عدد سفن نقل المياه 40 سفينة عام 1910. و تميزت سفن نقل الماء بعرض البدن و ضحالة غاطسها
حدَّاق أو صيَّاد
يطلق اللفظ على السفن المخصصة لصيد السمك أو الربيان. و عادة يكون المركب الصياد أكبر حجماً من الحداق
غوّاص
تسمى السفن المستعملة للغوص على اللؤلؤ بالغواص. و تختلف أحجام السفن حسب البعد الذي تصل إليه حيث يبحر بعضها مسافة 100 ميل، و بعض هذه السفن تستوعب   ما يقارب 70 شخص بينما لا يتجاوز بحارة البعض الآخر 5 أشخاص. و تلجأ هذه السفن إلى الموانئ الطبيعية في الليل خلال فترة عملها. صممت هذه السفن بحيث تكون   سريعة، ذلت صواري طويلة، و زودت بالمجاديف لتجعل حركتها ممكنه من مغاص إلى آخر حتى مع سكون الريح. بلغ عدد السفن الغواصة عام 1920 ما يقارب 1200 سفينة. و استخدم في الغوص على اللؤلؤ سبعة أنواع من السفن و هي ال بتيل والبقارة و بوم الغوص و الجالبوت و السنبوك و شوعي و البلم
تاريخ السفن الكويتية
يرجع تأسيس صناعة السفن الكويتية إلى تاريخ نشأة الكويت و استقرار العتوب فيها. فبعد أن هاجر العتوب من نجد في القرن السابع عشر استقروا في قطر و التي كانت تحت حكم آل مسلم. و هناك اكتسب العتوب مهارات الصيد و الغوص على اللؤلؤ مكتسبين خبراتهم البحرية من المناطق المحيطة بهم كعمان و البحرين. إلا أن استقرارهم في قطر لم يطول نتيجة لخلاف بين العتوب و آل مسلم، فهاجر العتوب بعضم إلى البحرين و استقر ما يقارب من 150 سفينة مدخل شط العرب حيث أجبرته السلطات العثمانية بالرحيل فسكنوا القرين. في بداية الأمر كان الغرض من السفن صيد السمك و الغوص على اللؤلؤ و هذا ما ذكره كبنهاوزن (المسؤول عن شركة الهند الشرقية الهولندية) حيث قدر عدد سفن العتوب ب300 سفينة صغيرة عام 1756 و قدرت ب800 سفينة عام 1765. و شهدت الكويت عام 1764 معركة الرقة و التي تعتبر أول معركة بحرية
الوفى عند جاهلنا وشايبنا
راعي الطيب ما يحسب خساراته
فوق بحر الهوى تجري مراكبنا
نقضي الليل كله فوق موجاته


شكل القرن التاسع عشر نقلة في صناعة السفن الكويتية نتيجة لازدهار التجارة و الحاجة المتزايدة للنقل البحري. فقد تبنى صناع السفن الكويتيون صنع البغلة و البتيل القادرتين على الوصول لموانئ تجارية بعيدة كالموجودة في سواحل الهند و اليمن دون  الحاجة إلى الاعتماد على ميناء مسقط كوسيط تجاري. ذكر القبطان بروكس في تقريره عام 1829 إن الكويت كانت الممول الرئيسي لشمال و وسط نجد بالقمح و القهوة، و أن لديها 15 سفينة من نوع البغلة التي تتراوح حمولتها من 100 - 400 طن، و قدر عدد السفن الكلي ب170 سفينة. بينما قدر القبطان الزنجليزي هنل الذي زار الكويت عام 1841 عدد السفن الكويتية ب30 بغلة و 30 سفينة للسفر القطاع و 350 سفينة صغيرة للغوص على اللؤلؤ. كما قدر عدد البحارة الكويتيون في عام 1863 ب 4,000 بحار
في أواخر القرن التاسع عشر تطورت صناعة السفن الكويتية بتصميم أول بوم و الذي أثبت أنه أفضل من البغلة في قدراته الملاحية، إلا أن البوم كان أصغر حجماً في ذلك الوقت و بحمولة لا تتجاوز 150 طن. و في بداية القرن العشرين ازدهرت التجارة في الكويت و بلغت السفن الكويتية موانئ تنزانيا. و في عام 1914 بدأ صناع السفن باستبدال صناعة البغلة بالبوم، كما صنع بوم الماء و الذي استخدم لنقل المياه العذبة من شط العرب إلى الكويت نتيجة لشح مصادر المياه العذبة و عدم كفايتها لحجم السكان. بلغ عدد السفن عام 1920 ما يقارب 900 سفينة منها 200 للنقل البحري و البقية للغوص و صيد الأسماك و نقل المياه



بدأت بداية نهاية صناعة السفن الكويتية في حوالي عام 1920 نظراً لتوقف التجارة مع  بادية نجد، حيث قل عدد و صغر حجم السفن المصنوعة في تلك الفترة. و انتعشت صناعة السفن مرة أخرى -ولكن لفترة محدودة- إبان الحرب العالمية الثانية نظراً لمنع البواخر من إحضار البضائع إلى الخليج العربي، إلا أن بعد انتها؟ء الحرب تدهورت حرفة الغوص على اللؤلؤ و النقل البحري نظراً لاكتشاف البترول في الكويت. حتى في عام 1950 لم تبحر سوى 50 سفينة شراعية إلى الهند. و توقفت كل السفن عن السفر في بداية الستينات من القرن العشرين. رغم ذلك استمرت صناعة أعداد قليلة من السفن الصيد بعد رضافة محركات لها
أسماء و أنواع السفن الشراعية
بغلة
بتيل
بقارة
بوم
جالبوت
سنبوك
شوعي
ماشوة
أحمد البشر الرومي. معجم المصطلحات البحرية في الكويت. مركز البحوث و الدراسات  الكويتية. 1996
يعقوب يوسف الحجي. صناعة السفن الشراعية في الكويت. مركز البحوث و الدراسات  الكويتية. 1998

إرسال تعليق

0 تعليقات