يقولون بالخبر
المجدد بعام 2016 في النشر للبعض المتخلفين من هوات النسخ واللصق في مواقع
عربيه ليأكدوا لناس الجديده ان السعوديه لليهود
من لا يعرف القرآن الكريم واحاديثه لا يتفلسف علينا وينشر افكار المعارضين امثال الملحدين والعلمانيين والليبرالين والمجوس ومن يمثلهم
ليثبتون لناس ان الجزيره العربيه <<< ليست لهم هذا نسميه تخلف ولو كان لليهود ايام الجاهليه كما يقال هذي حياه الكوره الارضيه في المعارك
من لا يعرف القرآن الكريم واحاديثه لا يتفلسف علينا وينشر افكار المعارضين امثال الملحدين والعلمانيين والليبرالين والمجوس ومن يمثلهم
ليثبتون لناس ان الجزيره العربيه <<< ليست لهم هذا نسميه تخلف ولو كان لليهود ايام الجاهليه كما يقال هذي حياه الكوره الارضيه في المعارك
والمقاله تقول
/
السطور التالية لا تحمل تاريخاً موثقاً، ولا يمكن اعتمادها في خانة الحقائق، ولكنها رواية صحيفة إسرائيلية يحسن الاطلاع عليها
ففي العدد الصادر اليوم الأربعاء 16 مارس/آذار 2016 من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أوردت الصحيفة ما اعتبرته أدلة على ن أراضي المملكة العربية السعودية (الجزيرة العربية) كانت فيما مضى "مملكة يهودية"، واعتبرت أيضاً أن اللغة العربية ولدت من رحم اللغة العبرية، ونفت حالة "الجاهلية" التي تحدث عنها الإسلام
ويقول تقرير الصحيفة إن اكتشاف أقدم كتابات عربية تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية (عام 470م تقريباً)، سبَّب ذُعراً بعض الشيء، ولا سيما بسبب سياقها المسيحي واليهودي
ففي عام 2014، أعلن باحثون من حملة فرنسية-سعودية لدراسة النقوش الصخرية في جنوب المملكة العربية السعودية أنَّها اكتشفت ما يُمكن أن يكون أقدم النصوص المكتوبة بالعربية. لكنهم أعلنوا ذلك بهدوء تام، ربما لأنَّ سياق النصوص قد يُسبب حرجاً للبعض
وُجدت نحو دزينة من الكتابات منقوشةً في الحجر الرملي اللين من الممرات الجبلية الواقعة حول «بئر حما» (موقع يبعد حوالي 100 كيلومتراً شمال نجران)، وهي الممرات التي حفر فيها المسافرون والمسؤولون المارُّون آلاف النقوش خلال آلاف السنين. وكما هو متوقعٌ، حمل اثنان من النقوش المُكتشفة، على الأقل، إشارةً إلى تواريخ في التقويم القديم، وقام خبراء الكتابات الأثرية بسرعةٍ بحساب مفاده أنَّ أقدم النقوش تعود إلى عام 469 أو 470 م، وفقاً لتقرير الصحيفة
تضيف الصحيفة الإسرائيلية: الاكتشاف مثيرٌ؛ فقد كانت أقدم الكتابات المعروفة بالخط العربي في فترة ما قبل الإسلام مؤرَّخة بنصف قرنٍ من الزمان على الأقل، بعد تأريخ الكتابات المكتشفة حديثاً. فرقٌ آخر مهمٌ هو أنَّ الكتابات القديمة وُجدت كلها في سوريا، الأمر الذي فُسِّر بأنَّ الأبجدية التي استخدمت لكتابة القرآن كانت قد وُضعت بعيداً عن مهد الإسلام ورسوله
ومع ذلك، جاء إعلان الاكتشاف هادئاً. عرضت بعض وسائل الإعلام الفرنسية والعربية مُلخصاً مقتضباً للخبر، مشيرةً إلى النص باعتباره «الحلقة المفقودة» بين اللغة العربية والأبجديات القديمة التي كانت تستخدم سابقاً في المنطقة، مثل الأبجدية النبطية. وقد رافقت معظم الأخبار التي نُقلت صورٌ أرشيفيةٌ من مواقع أثرية أو غيرها من النقوش القديمة؛ فيكاد يكون من المستحيل العثور على الإنترنت على صورة للنقوش التي اكتُشفت حديثاً، أو حتى إشارة إلى المحتوى الفعلي للنص
صلبان وأسماء عربية
تقول الصحيفة إنه يمكنك رؤية ما اكتُشف ومعرفة المزيد من المعلومات فقط بالخوض في التقرير المُكوَّن من 100 صفحة لهذا الموسم الأثري، الذي نُشر في ديسمبر/كانون الأول عن طريق الأكاديمية الفرنسية للنقوش والآداب التي تدعم هذه الدراسة
ووفقاً للتقرير، جاء النص العربي المحفور على صخرةٍ مستطيلة كبيرة تبسيطاً لاسم شخص يدعى "ثوبان بن مالك" متبوعاً بالتاريخ
هل خيَّب هذا توقعاتك؟ حسناً، يزين رأس هذا النقش صليباً مسيحيًّا بشكلٍ واضح. يظهر الصليب نفسه بقصدٍ على اللوحات الأخرى التي يرجع تاريخها إلى فترةٍ مُقاربة
وراء الإعلان عن هذا الاكتشاف بهذا القدر من التكتُّم، يُمكن للمرء أن يتكهَّن بالمشاعر المختلطة لدى المسؤولين السعوديين نحو اكتشاف مهم لتراثهم، لكنه يبدو أنَّه ربط أصول الأبجدية المستخدمة في كتابهم المُقدَّس بسياقٍ مسيحي، قبل ظهور الإسلام بنحو 150 عاماً
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية إنه ربَّما زاد الذعر حين أدرك المسؤولون السعوديون، أنَّ هذه النصوص ليست إرث الجماعة المسيحية التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية في وقتٍ مضى فحسب، ولكنها ترتبط أيضاً بقصة مملكة يهودية قديمة حكمت مرةً جزءًا كبيراً ممَّا يُعرف اليوم باليمن والمملكة العربية السعودية
جاهلية أم يهودية ومسيحية؟
وتقول هآرتس إنه في حين أنَّ القرآن الكريم والتقاليد الإسلامية لاحقاً لا يُحاولان التعتيم على وجود الجاليات اليهودية والمسيحية في جميع أنحاء شبه الجزيرة في وقت ظهور (النبيّ) مُحمَّد، فإنَّ الصورة العامة التي رُسمت للجزيرة العربية قبل الإسلام تتسم بالفوضى والاضطراب. تصف المنطقة بأنَّ الجاهلية تُهيمن عليها: الفوضى، والجهل، وعبادة الأوثان الوحشية
وتضيف: اتسمت العقود التي سبقت التقويم الإسلامي (الذي بدأ من هجرة (النبيّ) مُحمَّد من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في عام 622 م) بضعفٍ أصاب المجتمعات والدول المركزية في أوروبا والشرق الأوسط بسبب الأوبئة والحرب المستمرة بين الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية
إذاً، لم تكُن الصورة القاتمة لجزيرة العرب قبل الإسلام وصفاً دقيقاً، على ما يبدو، وإنَّما استعارة أدبية للتأكيد على قوة رسالة (النبي) مُحمَّد، ودورها التنويري الذي وحَّد العرب تحت لواء واحد
تُنتج إعادة النظر في أعمال المؤرخين المسلمين والمسيحيين في السنوات الأخيرة، واكتشافات مثل هذه، صورةً أكثر تفصيلاً بكثير، تجعل العلماء البارزين يكتشفون تاريخ المنطقة الغني والمعقد قبل ظهور الإسلام
كانت مملكة «حمير» أحد الأطراف الرئيسية، التي غالباً ما تُنسى، في الجزيرة العربية آنذاك
تأسست «حمير» في القرن الثاني الميلادي، وبحلول القرن الرابع أصبحت قوةً إقليميةً. غزت المملكة، التي يقع مركزها في ما يُعرف اليوم باليمن، الدول المجاورة، بما في ذلك مملكة «سبأ» القديمة (التي يحكي الكتاب المقدس قصة لقاء ملكتها الأسطورية بالملك النبي سليمان)
وفي مقال نشر مؤخراً بعنوان «ما هو نوع اليهودية في بلاد العرب؟»، يقول كريستيان روبن، وهو عالم فرنسي متخصص في الكتابات الأثرية ومؤرخ يقود البعثة في «بئر حما»، إنَّ معظم العلماء الآن متفقون على أنَّه في حوالي عام 380 م، تحوَّلت نخب مملكة حمير إلى شكلٍ من أشكال اليهودية
اليهودية وحدت "حمير"
وتواصل هآرتس قائلة أن حُكَّام «حمير» ربَّما وجدوا في اليهودية قوةً توحيد محتملة لإمبراطوريتهم الجديدة المتنوعة ثقافيًّا، وهوية لحشد المقاومة ضد زحف المسيحيين البيزنطيين والإثيوبيين، وكذلك الإمبراطورية الزردشتية في بلاد فارس
ومع أنَّ عدد السكان الذين تحوَّلوا إلى اليهودية مع حُكَّامهم غير معروفٍ بدقةٍ، فالمؤكد هو أنَّ في العاصمة الحميرية «ظفر» (جنوب صنعاء)، كانت تدين باليهودية، وهو ما يشير إليه اختفاء الآلهة الوثنية إلى حد كبير من النقوش والنصوص المَلَكية على المباني العامة، وجرى استبدال الكتابات التي تشير إليها بكتابات تشير إلى إله واحدٍ
وتضيف أن الإله الجديد الواحد في مدينة "ظفر" وُصِف بأنه "الرحمن"، و«رب السماوات والأرض»، و«إله إسرائيل» و«إله اليهود»، غالباً باستخدام لغة الصابئة المحلية (وفي بعض الحالات النادرة بالعبرية). وتتوسل الصلوات لحلول بركته على «شعب إسرائيل»، وغالباً ما تنتهي تلك الصلوات بـ«شالوم» و«آمين»
ولقرنٍ ونصف القرن بعدها، وسَّعت المملكة الحميرية نفوذها في وسط الجزيرة العربية، ومنطقة الخليج الفارسي، والحجاز (مكة والمدينة)، وهو ما تشهد عليه النقوش الملكية التي تم العثور عليها ليس فقط في «بئر حما»، شمال اليمن، ولكن أيضاً بالقرب مما هو اليوم العاصمة السعودية الرياض
ثوبان "شهيد المسيحية"
وبالعودة إلى النصوص العربية القديمة المُكتشفة في «بئر حما»، لاحظ الفريق الفرنسي-السعودي أنَّ اسم ثوبان بن مالك قد تكرَّر في ثمانية نقوش، مُصاحباً أسماءً مسيحية أخرى فيما يبدو وكأنَّه إحياءٌ لذكراهم
وفقاً لمؤرخي المسيحية، فقد عانى المسيحيون من أهالي نجران موجة من الاضطهاد من قِبل الحميريين في حوالي عام 470م، وهو تاريخ نقش ثوبان، كما يعتقد الخبراء الفرنسيون أن ثوبان وأترابه المسيحيين قد استشهدوا، وأن اختيار الخط العربي لحفظ ذكراهم، هو في ذاته ضرب من التحدي
وتُعرَف الأبجدية التي استُخدِمَت قبل الإسلام بالأبجدية النبطية، إذ إنها تطورت من الكتابة التي استخدمها الأنباط، الذين بنوا البتراء وسيطروا على طرق التجارة في بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية، قبل أن يقوم الرومان بضم هذه المناطق إليهم في أوائل القرن الثاني الميلادي. ويمثل استخدام هذه الكتابة الشمالية على أعتاب اليمن، بما تحمله من تناقض صارخ بينها وبين الكتابة الحميرية التي استخدمت في ممكلة سبأ، تحدياً واضحاً
كتب الخبراء الفرنسيون في تقاريرهم "يشير الاعتماد على هذا النوع الجديد من الكتابة، إلى الابتعاد عن حمير وتسوية الخلافات مع باقي العرب"، كما تشير نقوش الحما إلى وجود حركة قوية من الوحدة الثقافية بين العرب من الفرات حتى نجران، وهي التي تمثلت في استخدام نفس الكتابة
يوسف "المتمرد اليهودي"
كان للضغوط الخارجية أثرها على مملكة حمير، ما أدى إلى سقوطها في أيدي الغزاة المسيحيين القادمين من مملكة أكسوم الإثيوبية، في وقت ما من عام 500 للميلاد. وفي محاولة أخيرة لنيل الاستقلال، حاول القائد الحميري اليهودي يوسف أن يثأر بالتمرد على الحاكم الذي تم تنصيبه من قبل النجاشي، وقتل الحامية الأكسومية، ثم أتبع ذلك بمحاصرة نجران التي رفضت تزويده بالقوات، مما حدا به لقتل بعض سكانها المسيحيين، وهو ما زاد من غضب أعداء يوسف، وعجّل برد إثيوبيا
وكانت إحدى البعثات الفرنسية-السعودية قد كشفت في عام 2014 عن أحد النقوش في بئر الحما تسجل مسيرة يوسف بعد "مجزرة نجران"، في رحلته شمالاً لاستعادة مملكته، بصحبة 12 ألفاً من رجاله. وبينما نفقد خط سير رحلته بعد ذلك، يقول المؤرخون المسيحيون، إن الإثيوبيين قد نجحوا في حصاره وهزيمته في عام 525 للميلاد
تختلف الروايات عن مصير الملك اليهودي الأخير، فهو إما قتل في المعركة أو انتحر عن طريق الخوض بجواده في البحر الأحمر
واستمرت حمير في فرض سيطرتها على الجزيرة العربية كمملكة مسيحية خلال القرن التالي، حيث تكشف النقوش عن تحرك أبرهة، أحد حكام حمير عبر الجزيرة العربية، وعلى رأس جيشه أحد الفيلة. كما تشير أحد النقوش التى تعود لعام 522 إلى غزوه لأماكن متعددة، من ضمنها يثرب، الواحة الصحراوية التي ستصبح خلال 70 عاماً مدينة الرسول، أو " المدينة"
وتسأل الصحيفة: هل كان هناك يهود حقاً في شبه الجزيرة؟
وتضيف أنه يبقى سؤال كذلك عن كنه اليهود الذين تواجدوا في حمير؟ وأي نوع من اليهودية مارسوا؟ هل حافظوا على السبت؟ هل أكلوا الطعام الحلال؟
وتجيب أن بعض الباحثين مثل جوزيف هايلي، الباحث اليهودي الفرنسي، رفضوا الاعتقاد القائل بأن ملوك حمير اليهود قد قاموا بهذه المذابح ضد المسيحيين، كما رفض اعتبار الحميريين إحدى الطوائف التي كونت المسيحية في أيامها الأولى. بينما كتب مقالاً عن ديانة ملوك حمير، معتبراً إياها نوعاً من التوحيد اليهودي، الذي تمسك بالحد الأدنى من مبادئ اليهودية
المشكلة القائمة -حسب الصحيفة- هي أن النقوش التي تم العثور عليها وكتابات المؤرخين اللاحقة قد تكون متحيزة ضد ملوك حمير، بشكل لا يسمح للباحثين باكتشاف الديانة الحقيقية لهذه المملكة
وتضيف: لكن النظر للمسألة من زاوية أخرى يكشف لنا عن استمرار وجود اليهود الملحوظ في شبه الجزيرة العربية، حتى بعد وجود المسيحية والإسلام، كما يُرى أثرهم في شعائر الدين الجديد ومحظوراته، مثل الصلوات اليومية، والختان والطهارة والحج وتحريم أكل الخنزير
وتختم قائلة: أما في اليمن (الحديثة)، معقل الحميريين، فقد عانى اليهود من قرون من الاضطهاد، إلى أن تم نقلهم جواً إلى إسرائيل في 1949/1950 في عملية البساط السحري. ورغم احتفاظهم ببعض الطقوس التي تميزهم عن اليهود الإشكناز أو السفارديم حتى اليوم، فما من شك أن هؤلاء هم آخر سلالة اليهود الذين سكنوا مملكة حمير يوماً ما
-هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة Haaretz الإسرائيلية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا
المصدر هنا :) وتابعوا رد
Aref Alserihi ·
مدرس في متقاعد
السطور التالية لا تحمل تاريخاً موثقاً، ولا يمكن اعتمادها في خانة الحقائق، ولكنها رواية صحيفة إسرائيلية يحسن الاطلاع عليها
ففي العدد الصادر اليوم الأربعاء 16 مارس/آذار 2016 من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أوردت الصحيفة ما اعتبرته أدلة على ن أراضي المملكة العربية السعودية (الجزيرة العربية) كانت فيما مضى "مملكة يهودية"، واعتبرت أيضاً أن اللغة العربية ولدت من رحم اللغة العبرية، ونفت حالة "الجاهلية" التي تحدث عنها الإسلام
ويقول تقرير الصحيفة إن اكتشاف أقدم كتابات عربية تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية (عام 470م تقريباً)، سبَّب ذُعراً بعض الشيء، ولا سيما بسبب سياقها المسيحي واليهودي
ففي عام 2014، أعلن باحثون من حملة فرنسية-سعودية لدراسة النقوش الصخرية في جنوب المملكة العربية السعودية أنَّها اكتشفت ما يُمكن أن يكون أقدم النصوص المكتوبة بالعربية. لكنهم أعلنوا ذلك بهدوء تام، ربما لأنَّ سياق النصوص قد يُسبب حرجاً للبعض
وُجدت نحو دزينة من الكتابات منقوشةً في الحجر الرملي اللين من الممرات الجبلية الواقعة حول «بئر حما» (موقع يبعد حوالي 100 كيلومتراً شمال نجران)، وهي الممرات التي حفر فيها المسافرون والمسؤولون المارُّون آلاف النقوش خلال آلاف السنين. وكما هو متوقعٌ، حمل اثنان من النقوش المُكتشفة، على الأقل، إشارةً إلى تواريخ في التقويم القديم، وقام خبراء الكتابات الأثرية بسرعةٍ بحساب مفاده أنَّ أقدم النقوش تعود إلى عام 469 أو 470 م، وفقاً لتقرير الصحيفة
تضيف الصحيفة الإسرائيلية: الاكتشاف مثيرٌ؛ فقد كانت أقدم الكتابات المعروفة بالخط العربي في فترة ما قبل الإسلام مؤرَّخة بنصف قرنٍ من الزمان على الأقل، بعد تأريخ الكتابات المكتشفة حديثاً. فرقٌ آخر مهمٌ هو أنَّ الكتابات القديمة وُجدت كلها في سوريا، الأمر الذي فُسِّر بأنَّ الأبجدية التي استخدمت لكتابة القرآن كانت قد وُضعت بعيداً عن مهد الإسلام ورسوله
ومع ذلك، جاء إعلان الاكتشاف هادئاً. عرضت بعض وسائل الإعلام الفرنسية والعربية مُلخصاً مقتضباً للخبر، مشيرةً إلى النص باعتباره «الحلقة المفقودة» بين اللغة العربية والأبجديات القديمة التي كانت تستخدم سابقاً في المنطقة، مثل الأبجدية النبطية. وقد رافقت معظم الأخبار التي نُقلت صورٌ أرشيفيةٌ من مواقع أثرية أو غيرها من النقوش القديمة؛ فيكاد يكون من المستحيل العثور على الإنترنت على صورة للنقوش التي اكتُشفت حديثاً، أو حتى إشارة إلى المحتوى الفعلي للنص
صلبان وأسماء عربية
تقول الصحيفة إنه يمكنك رؤية ما اكتُشف ومعرفة المزيد من المعلومات فقط بالخوض في التقرير المُكوَّن من 100 صفحة لهذا الموسم الأثري، الذي نُشر في ديسمبر/كانون الأول عن طريق الأكاديمية الفرنسية للنقوش والآداب التي تدعم هذه الدراسة
ووفقاً للتقرير، جاء النص العربي المحفور على صخرةٍ مستطيلة كبيرة تبسيطاً لاسم شخص يدعى "ثوبان بن مالك" متبوعاً بالتاريخ
هل خيَّب هذا توقعاتك؟ حسناً، يزين رأس هذا النقش صليباً مسيحيًّا بشكلٍ واضح. يظهر الصليب نفسه بقصدٍ على اللوحات الأخرى التي يرجع تاريخها إلى فترةٍ مُقاربة
وراء الإعلان عن هذا الاكتشاف بهذا القدر من التكتُّم، يُمكن للمرء أن يتكهَّن بالمشاعر المختلطة لدى المسؤولين السعوديين نحو اكتشاف مهم لتراثهم، لكنه يبدو أنَّه ربط أصول الأبجدية المستخدمة في كتابهم المُقدَّس بسياقٍ مسيحي، قبل ظهور الإسلام بنحو 150 عاماً
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية إنه ربَّما زاد الذعر حين أدرك المسؤولون السعوديون، أنَّ هذه النصوص ليست إرث الجماعة المسيحية التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية في وقتٍ مضى فحسب، ولكنها ترتبط أيضاً بقصة مملكة يهودية قديمة حكمت مرةً جزءًا كبيراً ممَّا يُعرف اليوم باليمن والمملكة العربية السعودية
جاهلية أم يهودية ومسيحية؟
وتقول هآرتس إنه في حين أنَّ القرآن الكريم والتقاليد الإسلامية لاحقاً لا يُحاولان التعتيم على وجود الجاليات اليهودية والمسيحية في جميع أنحاء شبه الجزيرة في وقت ظهور (النبيّ) مُحمَّد، فإنَّ الصورة العامة التي رُسمت للجزيرة العربية قبل الإسلام تتسم بالفوضى والاضطراب. تصف المنطقة بأنَّ الجاهلية تُهيمن عليها: الفوضى، والجهل، وعبادة الأوثان الوحشية
وتضيف: اتسمت العقود التي سبقت التقويم الإسلامي (الذي بدأ من هجرة (النبيّ) مُحمَّد من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في عام 622 م) بضعفٍ أصاب المجتمعات والدول المركزية في أوروبا والشرق الأوسط بسبب الأوبئة والحرب المستمرة بين الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية
إذاً، لم تكُن الصورة القاتمة لجزيرة العرب قبل الإسلام وصفاً دقيقاً، على ما يبدو، وإنَّما استعارة أدبية للتأكيد على قوة رسالة (النبي) مُحمَّد، ودورها التنويري الذي وحَّد العرب تحت لواء واحد
تُنتج إعادة النظر في أعمال المؤرخين المسلمين والمسيحيين في السنوات الأخيرة، واكتشافات مثل هذه، صورةً أكثر تفصيلاً بكثير، تجعل العلماء البارزين يكتشفون تاريخ المنطقة الغني والمعقد قبل ظهور الإسلام
كانت مملكة «حمير» أحد الأطراف الرئيسية، التي غالباً ما تُنسى، في الجزيرة العربية آنذاك
تأسست «حمير» في القرن الثاني الميلادي، وبحلول القرن الرابع أصبحت قوةً إقليميةً. غزت المملكة، التي يقع مركزها في ما يُعرف اليوم باليمن، الدول المجاورة، بما في ذلك مملكة «سبأ» القديمة (التي يحكي الكتاب المقدس قصة لقاء ملكتها الأسطورية بالملك النبي سليمان)
وفي مقال نشر مؤخراً بعنوان «ما هو نوع اليهودية في بلاد العرب؟»، يقول كريستيان روبن، وهو عالم فرنسي متخصص في الكتابات الأثرية ومؤرخ يقود البعثة في «بئر حما»، إنَّ معظم العلماء الآن متفقون على أنَّه في حوالي عام 380 م، تحوَّلت نخب مملكة حمير إلى شكلٍ من أشكال اليهودية
اليهودية وحدت "حمير"
وتواصل هآرتس قائلة أن حُكَّام «حمير» ربَّما وجدوا في اليهودية قوةً توحيد محتملة لإمبراطوريتهم الجديدة المتنوعة ثقافيًّا، وهوية لحشد المقاومة ضد زحف المسيحيين البيزنطيين والإثيوبيين، وكذلك الإمبراطورية الزردشتية في بلاد فارس
ومع أنَّ عدد السكان الذين تحوَّلوا إلى اليهودية مع حُكَّامهم غير معروفٍ بدقةٍ، فالمؤكد هو أنَّ في العاصمة الحميرية «ظفر» (جنوب صنعاء)، كانت تدين باليهودية، وهو ما يشير إليه اختفاء الآلهة الوثنية إلى حد كبير من النقوش والنصوص المَلَكية على المباني العامة، وجرى استبدال الكتابات التي تشير إليها بكتابات تشير إلى إله واحدٍ
وتضيف أن الإله الجديد الواحد في مدينة "ظفر" وُصِف بأنه "الرحمن"، و«رب السماوات والأرض»، و«إله إسرائيل» و«إله اليهود»، غالباً باستخدام لغة الصابئة المحلية (وفي بعض الحالات النادرة بالعبرية). وتتوسل الصلوات لحلول بركته على «شعب إسرائيل»، وغالباً ما تنتهي تلك الصلوات بـ«شالوم» و«آمين»
ولقرنٍ ونصف القرن بعدها، وسَّعت المملكة الحميرية نفوذها في وسط الجزيرة العربية، ومنطقة الخليج الفارسي، والحجاز (مكة والمدينة)، وهو ما تشهد عليه النقوش الملكية التي تم العثور عليها ليس فقط في «بئر حما»، شمال اليمن، ولكن أيضاً بالقرب مما هو اليوم العاصمة السعودية الرياض
ثوبان "شهيد المسيحية"
وبالعودة إلى النصوص العربية القديمة المُكتشفة في «بئر حما»، لاحظ الفريق الفرنسي-السعودي أنَّ اسم ثوبان بن مالك قد تكرَّر في ثمانية نقوش، مُصاحباً أسماءً مسيحية أخرى فيما يبدو وكأنَّه إحياءٌ لذكراهم
وفقاً لمؤرخي المسيحية، فقد عانى المسيحيون من أهالي نجران موجة من الاضطهاد من قِبل الحميريين في حوالي عام 470م، وهو تاريخ نقش ثوبان، كما يعتقد الخبراء الفرنسيون أن ثوبان وأترابه المسيحيين قد استشهدوا، وأن اختيار الخط العربي لحفظ ذكراهم، هو في ذاته ضرب من التحدي
وتُعرَف الأبجدية التي استُخدِمَت قبل الإسلام بالأبجدية النبطية، إذ إنها تطورت من الكتابة التي استخدمها الأنباط، الذين بنوا البتراء وسيطروا على طرق التجارة في بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية، قبل أن يقوم الرومان بضم هذه المناطق إليهم في أوائل القرن الثاني الميلادي. ويمثل استخدام هذه الكتابة الشمالية على أعتاب اليمن، بما تحمله من تناقض صارخ بينها وبين الكتابة الحميرية التي استخدمت في ممكلة سبأ، تحدياً واضحاً
كتب الخبراء الفرنسيون في تقاريرهم "يشير الاعتماد على هذا النوع الجديد من الكتابة، إلى الابتعاد عن حمير وتسوية الخلافات مع باقي العرب"، كما تشير نقوش الحما إلى وجود حركة قوية من الوحدة الثقافية بين العرب من الفرات حتى نجران، وهي التي تمثلت في استخدام نفس الكتابة
يوسف "المتمرد اليهودي"
كان للضغوط الخارجية أثرها على مملكة حمير، ما أدى إلى سقوطها في أيدي الغزاة المسيحيين القادمين من مملكة أكسوم الإثيوبية، في وقت ما من عام 500 للميلاد. وفي محاولة أخيرة لنيل الاستقلال، حاول القائد الحميري اليهودي يوسف أن يثأر بالتمرد على الحاكم الذي تم تنصيبه من قبل النجاشي، وقتل الحامية الأكسومية، ثم أتبع ذلك بمحاصرة نجران التي رفضت تزويده بالقوات، مما حدا به لقتل بعض سكانها المسيحيين، وهو ما زاد من غضب أعداء يوسف، وعجّل برد إثيوبيا
وكانت إحدى البعثات الفرنسية-السعودية قد كشفت في عام 2014 عن أحد النقوش في بئر الحما تسجل مسيرة يوسف بعد "مجزرة نجران"، في رحلته شمالاً لاستعادة مملكته، بصحبة 12 ألفاً من رجاله. وبينما نفقد خط سير رحلته بعد ذلك، يقول المؤرخون المسيحيون، إن الإثيوبيين قد نجحوا في حصاره وهزيمته في عام 525 للميلاد
تختلف الروايات عن مصير الملك اليهودي الأخير، فهو إما قتل في المعركة أو انتحر عن طريق الخوض بجواده في البحر الأحمر
واستمرت حمير في فرض سيطرتها على الجزيرة العربية كمملكة مسيحية خلال القرن التالي، حيث تكشف النقوش عن تحرك أبرهة، أحد حكام حمير عبر الجزيرة العربية، وعلى رأس جيشه أحد الفيلة. كما تشير أحد النقوش التى تعود لعام 522 إلى غزوه لأماكن متعددة، من ضمنها يثرب، الواحة الصحراوية التي ستصبح خلال 70 عاماً مدينة الرسول، أو " المدينة"
وتسأل الصحيفة: هل كان هناك يهود حقاً في شبه الجزيرة؟
وتضيف أنه يبقى سؤال كذلك عن كنه اليهود الذين تواجدوا في حمير؟ وأي نوع من اليهودية مارسوا؟ هل حافظوا على السبت؟ هل أكلوا الطعام الحلال؟
وتجيب أن بعض الباحثين مثل جوزيف هايلي، الباحث اليهودي الفرنسي، رفضوا الاعتقاد القائل بأن ملوك حمير اليهود قد قاموا بهذه المذابح ضد المسيحيين، كما رفض اعتبار الحميريين إحدى الطوائف التي كونت المسيحية في أيامها الأولى. بينما كتب مقالاً عن ديانة ملوك حمير، معتبراً إياها نوعاً من التوحيد اليهودي، الذي تمسك بالحد الأدنى من مبادئ اليهودية
المشكلة القائمة -حسب الصحيفة- هي أن النقوش التي تم العثور عليها وكتابات المؤرخين اللاحقة قد تكون متحيزة ضد ملوك حمير، بشكل لا يسمح للباحثين باكتشاف الديانة الحقيقية لهذه المملكة
وتضيف: لكن النظر للمسألة من زاوية أخرى يكشف لنا عن استمرار وجود اليهود الملحوظ في شبه الجزيرة العربية، حتى بعد وجود المسيحية والإسلام، كما يُرى أثرهم في شعائر الدين الجديد ومحظوراته، مثل الصلوات اليومية، والختان والطهارة والحج وتحريم أكل الخنزير
وتختم قائلة: أما في اليمن (الحديثة)، معقل الحميريين، فقد عانى اليهود من قرون من الاضطهاد، إلى أن تم نقلهم جواً إلى إسرائيل في 1949/1950 في عملية البساط السحري. ورغم احتفاظهم ببعض الطقوس التي تميزهم عن اليهود الإشكناز أو السفارديم حتى اليوم، فما من شك أن هؤلاء هم آخر سلالة اليهود الذين سكنوا مملكة حمير يوماً ما
-هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة Haaretz الإسرائيلية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا
المصدر هنا :) وتابعوا رد
Aref Alserihi ·
مدرس في متقاعد
0 تعليقات