معركة الجهراء هي معركة نشبت بين الشيخ سالم المبارك الصباح
حاكم الكويت وقوات الإخوان التابعة لحاكم نجد عبد العزيز آل سعود في قرية الجهراء
غرب مدينة الكويت بتاريخ 10 أكتوبر سنة 1920
كانت معركة الجهراء إحدى نتائج الصراع الحدودي بين الكويت ونجد الذي تحول إلى صراع دموي شهد معارك بين الطرفين، بدأ الخلاف حينما شرع حاكم الكويت الشيخ سالم الصباح في سبتمبر 1919 ببناء مدينة ساحلية على حدوده الجنوبية في خور بلبول إلا أن الأمير عبد العزيز آل سعود حاكم نجد أرسل إلى الشيخ سالم ينهاه عن البناء بدعوى أن بلبول ليست من أراضي الكويت أصر الشيخ سالم على موقفه فبحسب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 تدخل بلبول ضمن أراضي الكويت، وحينما رأى الأمير عبد العزيز آل سعود إصرار الشيخ سالم على البناء كتب إلى المعتمد السياسي في الكويت الميجور مور يخبره فيها بتعدي الشيخ سالم على أراضي القطيف التابعة لنجد، وحينما أستوضح الوكيل السياسي من الشيخ سالم ماهية الأمر أوضح له الشيخ سالم أن بلبول من ضمن أراضي الكويت ولا علاقة لها بالقطيف. وبكل الأحوال فإن الشيخ سالم عدل عن البناء في بلبول
كانت معركة الجهراء إحدى نتائج الصراع الحدودي بين الكويت ونجد الذي تحول إلى صراع دموي شهد معارك بين الطرفين، بدأ الخلاف حينما شرع حاكم الكويت الشيخ سالم الصباح في سبتمبر 1919 ببناء مدينة ساحلية على حدوده الجنوبية في خور بلبول إلا أن الأمير عبد العزيز آل سعود حاكم نجد أرسل إلى الشيخ سالم ينهاه عن البناء بدعوى أن بلبول ليست من أراضي الكويت أصر الشيخ سالم على موقفه فبحسب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 تدخل بلبول ضمن أراضي الكويت، وحينما رأى الأمير عبد العزيز آل سعود إصرار الشيخ سالم على البناء كتب إلى المعتمد السياسي في الكويت الميجور مور يخبره فيها بتعدي الشيخ سالم على أراضي القطيف التابعة لنجد، وحينما أستوضح الوكيل السياسي من الشيخ سالم ماهية الأمر أوضح له الشيخ سالم أن بلبول من ضمن أراضي الكويت ولا علاقة لها بالقطيف. وبكل الأحوال فإن الشيخ سالم عدل عن البناء في بلبول
ما أن انتهت مسئلة بلبول حتى ثار خلاف حدودي جديد بين الكويت ونجد حول أبار قرية حيث قام الإخوان في مايو 1920 في تشييد هجرة لهم في أبار قرية الأمر الذي أثار الشيخ سالم. وأبار قرية هي من ضمن حدود الكويت حسب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 وسكانها من مطير أرسل الشيخ سالم إلى الإخوان ينهاهم على البناء وأن أبار قرية ضمن أراضي الكويت فقال هايف بن شقير للرسول أنه لن يكف عن البناء مالم يأته أمر صريح من الأمير عبد العزيز آل سعود فأدرك الشيخ أن أعمال أولئك الإخوان في قرية لم تكن إلا بإيعاز من ابن سعود فعرض الأمر على المعتمد السياسي في الكويت وأخبره بتعدي الإخوان على أراضي الكويت وإيقافهم عن البناء فأبرق المعتمد إلى المندوب السامي في بغداد لكن لم يصل أي جواب على البرقيات الثلاث اللاتي أرسلن إلى بغداد وكان المندوب السامي في العراق قد أهمل المسئلة ظنا منه أن ذلك من الأمور المألوفة بين البدو فلما كان ذلك أرسل الشيخ سالم سرية من 300 رجل إلى الإخوان لترهيبهم وثنيهم عن البناء فقام الإخوان بالاستنجاد بفيصل الدويش أمير الأرطاوية الذي سار بـ 2,000 رجل وهاجم السرية في حمض
وبعد هزيمة السرية أرسل الشيخ سالم إلى حاكم حائل خصم عبد العزيز آل سعود يستنجده فأرسل له ضاري بن طوالة وأنزله الجهراء ثم أمره مع دعيج الصباح أن يقوما بمهاجمة قرية مرة ثانية وخلال المسير بلغ عبد العزيز آل سعود خبر مغزى ضاري الطوالة ودعيج الصباح فأمر فيصل الدويش بانجاد أهل قرية ولما علم كل من ضاري ودعيج خبر استعداد الإخوان أدركوا الصعوبة التي سيلاقونها فرجعوا إلى الجهراء وقام الإخوان بتعقبهم إلى الجهراء وحال وصول الإخوان إلى الصبيحية جنوب الكويت وصل الشيخ سالم خبر تقدم الإخوان فتوجه إلى الجهراء حيث جرت المعركة
أزمة خور بلبول
شهدت سنة 1919 اضطرابًا في العلاقات، بين نجد والكويت وذلك بسبب خلاف حدودي نشب بينهما، بدأ الخلاف الحدودي حينما أبحر الشيخ سالم في 13 سبتمبر 1919 جنوبا باتجاه خور بلبول بالقرب من رأس منيفة من أجل بناء مدينة تجارية في ذلك المكان، وكان خور بلبول يتمتع بميناء طبيعي حصين للسفن الشراعية، وقريب من مغاصات للؤلؤ وبه أبار للمياه وكان الشيخ سالم يخطط أن يبني لنفسه حصناً هناك ثم يسمح، ويشجع في بناء بلدة حدودية في جنوب الكويت، وبحسب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 فإن حدود الكويت تمتد جنوبا إلى رأس منيفة حيث تبدأ حدود لواء الإحساء العثماني.
حينما بلغ الملك عبد العزيز ذلك خشي أن تنافس بلبول مدينة الجبيل بالتجارة والغوص على اللؤلؤ فكتب إلى الشيخ سالم ينهاه عن البناءإلا أن الشيخ سالم أجاب بالرفض، فقام الملك عبد العزيز بأبلاغ الوكيل السياسي البريطاني بالكويت، الرائد جون مور، احتجاجه على تعدي الشيخ سالم على أراضي القطيف التابعة لنجد في حين كان الشيخ سالم يرى أن بلبول تقع ضمن أراضي الكويت، في نهاية المطاف تخلى الشيخ سالم عن تعمير بلبول.
أزمة هجرة قرية
في بداية سنة 1920 قامت بعض قبائل الإخوان من مطير ببناء هجرة لهم في آبار منطقة قرية التي يملكونها فلما بلغ ذلك الشيخ سالم المبارك الصباح حاكم الكويت، أرسل إلى قائدهم هايف بن شقير أحد أقاربه من مطير لكي يمنعه من البناء في أرض هي من حدود الكويت الجنوبية غير أنه رفض إلا أن يأتيه أمر ممن كانت له الكلمة النافذه عليه، مما اثار الشيخ سالم فأمتنع عن تصدير الغلال والسلع الأخرى إلى اتباع ابن سعود أرسل الشيخ سالم سرية بقيادة الشيخ دعيج بن سلمان الصباح مكونة من 200 رجل و100 خيال إلى الإخوان، فنزلت السرية في حمض بالقرب من الإخوان، ويشير المؤرخ الكويتي عبد العزيز الرشيد المعاصر للواقعة إن الشيخ سالم أراد من إرسال السرية أن تدخل الرعب في قلوب الإخوان وأن تثنيهم عن مواصلة البناء في قرية فيما يذكر المؤرخ أمين الريحاني أن السرية حينما وصلت إلى حمض كتبت إلى الإخوان في قرية تهددهم بالقتل إن لم يخلوا المكان
معركة حمض
حينما جاءت السرية أرسل الإخوان يستنجدون فيصل بن سلطان الدويش أمير الأرطاوية الذي قدم إلى حمض بصحبة 2,000 رجل، ثم هاجم الإخوان السرية في حمض وحينما بلغت أخبار الهجوم سلطان نجد عبد العزيز آل سعود كتب يؤنب فيصل الدويش لتجاوزه الأوامر التي انحصرت بالدفاع لا الهجوم، فأجاب الأخوان أن الكويتيين جاءوا معتدين وأنهم وصلوا إلى مكان لا يبعد عنهم إلا أربع ساعات فقط
في الكويت قام الشيخ سالم بطلب ضاري بن طوالة وانزاله ومن معه من شمر في الكويت وكانوا حين إذ في صفوان شمال الكويت فانزلهم عنده وفرق عليهم المال، ورأى الشيخ سالم أن يغزو ابن شقير ومن معه من الإخوان في قرية، فأرسل ضاري بن طوالة مع الشيخ دعيج بن سلمان الصباح لغزو هايف بن شقير والإخوان في قرية العليا
إلا أن القوات التي أرسلها الشيخ سالم لم تهاجم الإخوان في قرية، حيث قيل أن كل من ضاري بن طوالة والشيخ دعيج بن سلمان الصباح اختلفا بالطريق على القيادة فرجعوا للجهراء دون أن يهاجما أحدًا وقيل أن قوات الشيخ دعيج بن سلمان الصباح وضاري بن طوالة وبينما هم سائرون قد انفلت منها أحد الموالين للإخوان خفية وذهب لينذر ابن شقير وقومه فعلم الجيش بالصعوبة التي سيلاقيها فرجع أدراجه
وبعد معركة حمض أرسل الشيخ سالم أكثر من وفد إلى الرياض طالب من خلالها برد ما نهبه الإخوان في الوقعة ودفع دية القتلى، وكان رد ابن سعود أنه قال «السبب في هذا الحادث تدخلكم فيما لا يعنيكم اعلموا أن لا حق لكم في بلبول أو قرية وإني أرى أن يقرر ذلك في عهد بيننا وبينكم فنرعاه. أما ما كان لآبائك وأجدادك حقًا على آبائي وأجدادي فإني معترف به». ورجع الوفد إلى الكويت دون تحقيق نتيجة
بناء السور الثالث
بعد معركة حمض، أصبح الاتجاه السائد والاهتمام الكبير منصبًا على ضرورة بناء سور يحمي الكويت من الأخطار القادمة ويصد عنها غارات الأعداء، وذلك على أثر صدور أمر الشيخ سالم الصباح ببنائه. وفي يوم 22 مايو سنة 1920 قام الشيخ سالم بتدشين العمل لبناء سور الكويت وهو السور الثالث للمدينة، وقد فرضت الضريبة على الناس، وتم توزيع العمل بين رجال المدينة البارزين، حيث عين شخص مسؤول عن الحفر، وشخص مسؤول عن الصلصال المادة الرئيسية في بناء السور، وشخص مسؤول عن النقل، وشخص مسؤول عن توفير الجص الملاط، وشخص مسؤول عن إطعام العمال، وشخص لتوفير المياه لهم، وانتهى بناء السور في شهر سبتمبر من نفس العام، وامتد السور أكثر من ثلاثة أميال وعزل المدينة تماما عن البر وقد وصل إلى داخل البحر لمنع أي شخص من الدخول إلى المدينة عن طريق البحر، وكان للسور ثلاثة بوابات وبوابة رابعة خاصة للأمير، وكانت كل بوابة أشبه بالحصن، بحيث عندما تغلق وتوضع خلفها المزاليج وألواح الخشب الكبيرة تتحول المدينة إلى قلعة لا يمكن اختراقها، وكان يطلق على الأبواب اسم "الدروازة"، وقد زود السور بأبراج وصل عددها إلى ستة وعشرين برجًا بها فتحات لإطلاق النار
وفي شهر أكتوبر من نفس العام بلغ الشيخ سالم أن قوات كبيرة من الإخوان تتقدم في الجنوب فخرج من الكويت إلى الجهراء ومعه 500 رجل من أهلها وكان الإخوان قد وصلوا الوفراء جنوب الكويت في 7 أكتوبر ووصل عدد قواتهم إلى 4,000 رجل منهم 500 خيال، ثم انتقلوا من الوفراء إلى الصبيحية في 8 أكتوبر، ومنها إلى الجهراء فوصلوها في 10 أكتوبر حيث نشبت المعركة.
إلغاء المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913
كان حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك يستند في خلافه الحدودي مع نجد إلى المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 والتي تقرر بأن حدود الكويت تنتهي عند رأس منيفة جنوبا، وفي الوقت ذاته كان حاكم نجد الأحساء الأمير عبدالعزيز بن سعود يرى بأن الاتفاقية غير ملزمة تجاهه لأنها وقعت مع الدولة العثمانية لا معه، لاسيما بعد أن ضم الاحساء والقطيف إلى دولته.
وفي كل الأحوال قرر الحاكم الملكي العام في بغداد في 9 يوليو 1920 اخطار حاكم الكويت الشيخ سالم الصباح بأن المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 أصبحت ملغية وبأنها ألغيت بعد أن عقدت الحكومة البريطانية معاهدة دارين عام 1915 مع ابن سعود
ميزان القوى
تراوحت قوات الشيخ سالم المبارك الصباح في الجهراء ما بين 1,500 إلى 3,000 مقاتل، منهم 500 من سكان مدينة الكويت وانضاف إليه كل من شيخ الأسلم ضاري بن طوالة ومن معه من شمر ومبارك بن دريع ومن معه من العوازم والدياحين من مطير بينما تشكلت قوات الإخوان من أهالي هجر الأرطاوية وقرية العليا وقرية السفلى ومبايض والأثلة وفريثان ، وتألفت قوة الاخوان من نحو 4,000 رجل منهم 500 خيال، وتضم تشكيلات الاخوان أربعة بيارق (رايات) و كل بيرق ينضوى تحته الف مقاتل
هجوم الإخوان
شن الإخوان هجومهم على الجهراء في الساعة السادسة من صباح العاشر من أكتوبر وتوزع هجوم المشاة على عدة جهات من القرية بينما تكفل خيالة الإخوان بتشتيت خيالة المدافعين الذين أوكلت لهم مهمة حماية جناحي القوة المدافعة حيث وزع الشيخ سالم قواته في الجهراء، وجعل كل من ضاري بن طوالة والخيالة من شمر في الميمنة والشيخ دعيج الصباح وخيالته في الميسرة
كان هجوم الإخوان عنيفًا ومستميتًا لدرجة لم يستمر معها القتال أكثر من ساعات معدودة حين فوجئ الشيخ سالم وقوته المتحصنة في الجزء الجنوبي الشرقي من القرية بالإخوان أمامهم وجهًا لوجه حيث جرت بين الطرفين معركة قصيرة اضطرت الشيح سالم للانسحاب إلى القصر الأحمر فانتشرت إثر ذلك الفوضى في بقية القوات المدافعة في مواضع أخرى واندفع أفرادها بغير نظام طلبا للسلامة وكانت قرية الجهراء قد سقطت بيد الاخوان في الساعة التاسعة فيما تحصن الشيخ سالم وحوالي 600 رجل داخل القصر الأحمر
حصار القصر الأحمر
أرسل فيصل الدويش منديل بن غنيمان إلى الشيخ سالم المبارك لعقد الصلح وإلا فإنه سيرخص للإخوان بمهاجمة القصر، وتمثلت الشروط التي عرضها الإخوان للصلح هي الإسلام ومنع التدخين والمنكرات وتكفير الأتراك بالرغم من أن الأتراك كانوا قد غادروا المنطقة منذ سنوات الحرب العالمية الأولى. رد الشيخ سالم المبارك الصباح على الشروط يقول: "أما الإسلام، فنحن والحمد لله مسلمون، ولم نخرج عن الإسلام يومًا ما، والإسلام قائم على خمسة أركان ونحن محافظون عليها، ونؤديها كل فرض في ميعاده، ونحارب المنكر بكل صوره، أما عن الأتراك فلم يثبت عندنا ما يجعلنا نكفرهم"
غربت الشمس دون أن يحضر أحد من طرف الإخوان ولما مضى طرف من الليل ارتفعت رايات الإخوان للهجوم على القصر إلا أنهم قوبلوا بإطلاق نار كثيف من داخله، وأعادوا الكرة مرتين إلا أنهم فشلوا في اقتحامه أما في مدينة الكويت، فقام الشيخ أحمد الجابر الصباح بأرسال عدة سفن شراعية مليئة بالرجال والمساعدات إضافة إلى قوة برية يقودها ضاري بن طوالة، لنجدة المحاصرين
الصلح وانسحاب الإخوان
كان من الصعب على فيصل بن سلطان الدويش أن يتقبل الهزيمة، حاول لمرات عديدة القيام بعملية التفاف ومناورات حربية وهجمات على القصر الأحمر ولكنه في كل مرة كان يكتشف أنه لا جدوى من سقوط القصر ولا فائدة ترجى من عمليات الكر والفر التي اتخذها أسلوبًا لتحقيق أهدافه، حيث كان يفشل في كل مرة من اختراق نيران المقاتلين في حصون القصر الذين صمموا على الذود عنه بالصمود والتحدي ونجحوا في صد كل المحاولات التي جرت لاستسلامهم، أو إخراجهم من القصر عنوة، على الرغم من معاناتهم الكبيرة جرّاء شح الماء. وعندما أشرقت عليهم شمس اليوم الثاني للمعركة، كاد أن ينفذ صبرهم لولا أنهم أبصروا وهم داخل القصر سفن شراعية قادمة من سواحل مدينة الكويت لإنقاذهم، مما رفع معنوياتهم وخفف سرعة تنامي اليأس في صدورهم.
مع بداية اليوم الجديد، حاول فيصل الدويش أن يجس نبض المحاصرين داخل القصر، فأرسل لهم أحد فقهاء الإخوان، ويدعى عثمان بن سليمان، لاستكمال شروط الصلح آنفة الذكر. وأشتد على من في القصر العطش فلما وصلهم ابن سليمان أخرج من مخبئه رسالة من فيصل الدويش تتضمن شروط الصلح التي عرضها منديل بن غنيمان سابقًا فتظاهر الشيخ سالم المبارك الصباح بقبول تلك الشروط دون أن يفكر بالأخذ بها جديًا ولم يكن يهمه يومئذ سوى الإفلات من الحصار فأوعز إلى كاتبه أن يكتب جوابًا إلى فيصل الدويش يظهر فيه خضوعه لشروط الصلح على أن تنسحب قوات الإخوان عن القصر والجهراء، فرحل الإخوان عن الجهراء باتجاه الصبيحية في يوم 12 أكتوبر
استكمال الصلح
كتب فيصل الدويش بتاريخ 14 أكتوبر إلى الشيخ سالم المبارك الصباح يطلب منه إيفاد هلال بن فجحان المطيري إليه حتى يتم التفاهم حول استكمال الصلح، ورفض الشيخ سالم ذلك وذكر أن الدويش ان أراد التفاوض فعليه أن يرسل أحدًا من طرفه. فأوفد الدويش جفران الفغم فوصل إلى مدينة الكويت في 18 أكتوبر ورفض الشيخ سالم مقابلته.
في أثناء ذلك قدمت قوات أضافية لدعم صفوف قوات الإخوان في الصبيحية، مما دفع الشيخ سالم لطلب المساعدة البريطانية وبعد أسبوع قابل الشيخ سالم جفران الفغم وحضر اللقاء الرائد جون مور، المقيم السياسي البريطاني في الكويت، وطلب جفران الفغم بتطبيق ما تضمنه الصلح ورفض الشيخ سالم الشروط وسلم الرائد مور الفغم رسالةً رسميةً تتضمن تهديدًا من الحكومة البريطانية للإخوان من أي هجوم تتعرض له الكويت وتم إلقاء بعض من نسخ هذه الرسائل فوق مخيم الإخوان بالصبيحية عن طريق الطائرات وخرج الفغم راجعًا للدويش حيث أرسل رسالة إلى عبد العزيز آل سعود يشرح فيها ماتم في اللقاء، فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
من جفران الفغم إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل سلمه الله وهداه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحببت أن أخبرك بمخاطبتي للإنجليزي، جئت مثلما أخبرك الإخوان أنهم مرسلون إليهم وبعدما جئتهم أبرقوا لحاكم بغداد بواسطة التيل (تلغراف) وأبقوني عندهم إلى أن يأتي الرد ثم جاء الأنجليزي ومعه ثلاث مراكب وطيروا الطيارة للإخوان.
وليلة الطيارة جاية للإخوان واذا ببرقية قادمة من البحرين تقول فيها ان ابن سعود جمع عشائره عند الأحساء والقطيف وهجم على الكويت.
واستلحقني الأنجليزي صباحًا وجئت إليه انا وأخواني سبعة وإذا سالم بن صباح وهلال المطيري عنده عند الإنجليزي فقالوا لي وش علمكم؟ هل أنتم آتون بأمركم أو بأمر ابن سعود؟ وابن سعود شريف ما يأمركم بهذا الامر.
فقلت له ابن سعود أمرنا على البادية اللي نفرت وهم ابن حلاف والمريخي وابن ماجد عصوا وخرجوا من بلاد ابن سعود ثم عادوا وغزوا رعايا ابن سعود وقد أمرنا ابن سعود ان نغزوهم وقال لنا جمشة (أي بلدة) الكويت لا تقربوها وفي الصباح غزوناهم في الجهرة وأمر الله عليهم بالذي امر ولكن لقينا ابن صباح عندهم فرجعنا على الصبيحية وراجعنا ابن سعود ان قال لنا امشوا على الكويت مشينا وان قال ارجعوا عنه رجعنا
أما حريم ابن طواله فقد ادخلوهن الكويت واسكنوهن في عشاش وانت سالم والسلام
وصول القوات البريطانية
وصلت السفينتان الحربيتان "اسبيكل" و"لورنس" إلى ميناء الكويت في 21 أكتوبر بالإضافة إلى طائرتين بريطانيتين وفي 22 أكتوبر وصلت سفينة حربية ثالثة على متنها السير أرنولد ويلسون المفوض المدني بالوكالة في العراق أرسلت بعدها طائرة حلقت فوق مخيم الإخوان في الصبيحية وألقت منشورات تتضمن تهديدهم من مغبة شن هجوم على مدينة الكويت، فقيل:
«إلى الشيخ فيصل الدويش وجميع الإخوان الذين معه: ليكن معلومًا لديكم بأنه طالما أن أفعالكم ضيقت على البادية حتى على الجهراء أيضا وبما أن الحكومة البريطانية لم تُدع لتعمل أكثر مما هي في عادتها أن تسعى بحسب الصداقة وراء الإصلاح فأما الآن ما دام أنتم تهددون ليس فقط حقوق سعادة شيخ الكويت الذي تخالف تأميننا له بل وضد بريطانيا وسلامة الرعايا البريطانيين، ولا يمكن للحكومة البريطانية أن تقف على جانب بدون دخولها في المسألة ثم من التأمينات التي نطق بها من مدة قصيرة سعادة الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعود إلى فخامة السير برسي كوكس المندوب السامي في العراق، تثق الحكومة البريطانية ان افعالكم هي بعكس إرادة وأوامر الأمير المشار إليه ولا شك ان سعادته سينبهكم بذلك عندما يعلم بأفعالكم، فبناء عليه ننبهكم بأنه إذا كررتم هجومكم على مدينة الكويت فحينئذ ستحسبون مجرمي حرب ليس عند شيخ الكويت بل عند الحكومة البريطانية أيضًا، فالحكومة البريطانية لن تتهاون معكم بل ستقوم بأفعال عدائية باستخدام القوة اللازمة هذا مالزم إعلامه لكم.
تاريخ 7 صفر 1339هـ» – الرائد جي سي مور، الوكيل السياسي لدولة بريطانيا في الكويت
رد فعل الإخوان
كتب فيصل بن سلطان الدويش كتاباً إلى الشيخ سالم قال فيه:
معركة الجهراء من فيصل بن سلطان الدويش إلى سالم الصباح سلمنا الله وإياه من الكذب والبهتان وأجار المسلمين يوم الفزع الأكبر من الخزي والخذلان أما بعد فمن يوم أن جاءنا ابن سليمان يقول أنك عاهدته على الإسلام والمتابعة لا مجرد الدعوى والانتساب كففنا عن قصرك بعد ما خرب وأمرنا برد جيش ابن سعود على أمل أن ندرك منك المقصود فلما علمنا أنك خدعتنا آمنا بالله وتوكلنا عليه يروى عن عمر أنه قال "من خدعنا بالله انخدعنا له " فنحن بيض وجوهنا نرجو الله أن يهديك وألا يسلطنا عليك إياه نعبد وإياه نستعين معركة الجهراء
ما بعد الجهراء
انسحب الاخوان من الصبيحية إلا أنهم رجعوا من جديد في منتصف شهر ديسمبر بجموع كبيرة بقيادة فيصل الدويش وأغاروا على ابن ماجد من شيوخ مطير في شمال الكويت واستولوا منه على جملة من أمواله ثم واصلوا مسيرهم شمالاً وأغاروا على الظفير
وبعد أن غزا فيصل الدويش بالقرب من الزبير وأرسل إلى حاكمها ابن إبراهيم ينبئه بمقدمه وأنه راغب بالمسابلة مع الزبير، وطلب من ابن إبراهيم أن يرسل من طرفه رجالاً يتعرفون على ودائعهم التي كانت عند الظفير وقت غارة الدويش عليهم.
إلا أن الحاكم السياسي البريطاني للبصرة بلغته أمور بطريقة أخرى فكتب رسالة إلى الدويش وأوصلها لحاكم الزبير ليعطيها الدويش دون أن يعلم ابن إبراهيم ما جاء فيها، فلما قرائها الدويش استاء منها وطرد رجال الزبير المكلفين بسترجاع ودائع أهلها واعلن الحرب عليها مما دفع ابن إبراهيم للذهاب إلى البصرة عند حاكم البصرة البريطاني الذي اسعفه بخمسمائة بندقية وفرقة من الجنود لحفظ الزبير وأرسلت طائرة فوق جموع الإخوان لترهيبهم، فرجعوا إلى نجد
الصلح في الرياض
تولى حاكم المحمرة الشيخ خزعل أمر الصلح بين الكويت والرياض فقدم للكويت والتقى مع الشيخ سالم لهذا الغرض، ثم تقرر أرسال وفد للصلح إلى الرياض مكون من الشيخ أحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت آنذاك حيث ترأس وفد الصلح وضم الوفد الشيخ كاسب ابن الشيخ خزعل وأيضًا كل من عبد اللطيف باشا المنديل وعبد العزيز البدر
سافر الوفد على اليخت الخزعلي إلى البحرين وحل في ضيافة الشيخ عيسى آل خليفة حاكم البحرين ثم نزل إلى الإحساء في ضيافة الأمير عبد الله بن جلوي ثم إلى الرياض حيث قابل الوفد سلطان نجد عبد العزيز آل سعود، وقبل مغادرة الوفد للرياض والرجوع للكويت بلغهم وفاة أمير الكويت الشيخ سالم الصباح فابتهج الملك عبد العزيز آل سعود لذلك وقال للشيخ أحمد الجابر
معركة الجهراء أما الآن فحيث صار الأمر لك فلا أرى من حاجة إلى شروط أو تحفظات، فأنا لك سيف مسلول اضرب بي من شئت، وأنت أولى بالقبائل التي تحت أمري ولك أن تؤدب من تشاء إذا ما بدر منها اعتداء على أحد رعاياك. أما حدود الكويت فأنها ستمتد إلى أسوار الرياض ولا أقبل أن تكون هي ما قطعنا بها آنفًا ولك على هذا عهد الله وميثاقه. معركة الجهراء
ترسيم الحدود
?مقالة مفصلة: معاهدة العقير
في 2 ديسمبر 1922 وقعت معاهدة العقير التي تضمنت ترسيم حدود بين الكويت ونجد، وقع المعاهدة كل من عبد الله الدملوجي نائبا عن الملك عبد العزيز والرائد جون مور الوكيل السياسي البريطاني نائبا عن الشيخ أحمد الجابر الصباح
افتراضي أسماء شهداء الكويت في معركة الجهراء - 1920م
حدثت معركة الجهراء بين أهل الكويت بقيادة الشيخ سالم المبارك الصباح والأخوان بقياده فيصل الدويش وذلك على أرض قريـة الجهراء في 10 أكتوبر 1920م .
وقد أستبسل أهالي الكويت ضد الغازين رغم قلة عددهم
وهذه بعض من أسماء الشهداء من أهل الكويت ( الله يرحمهم جميعاً )
1- إبراهيم الحميضي
2- ابراهيم عبدالهادي فهد الميلم
3- ابن منصور ( خادم الشيخ سلمان الحمود السلمان )
4- أحمد بن حجي
5- أحمد السعد الناهض
6- أحمد السعد الناصر
7- أحمد الضرمان
8- أحمد عبدالرحمن الشويب
9- باتل راشد روضان الشنفا
10- تركي محمد البسام ( مات بعد 3 أيام من المعركة متأثراً من جراحة )
11- ثابت عبدالله الحبشي
12- الشيخ جابر العبدالله الصباح ( والد الشيخ عبدالله الجابر )
13- حسين السنين
14- حسين بن عبدالعزيز المقهوي
15- حمد الحمدان السريع
16- جاسم بن عبداللطيف السعيد
17- حمد الدريبي
18- حمود بن صالح الرغيب
19- حمود بن عجلة
20- سليمان ابراهيم سليمان الحوطي
21- خرشان منصور بن عويمر الملعبي العازمي
22- خليف الشقفي
23- دخيل العصيمي
24- دريميح بن خميس المطيري
25- راشد بن سمرة العجمي
26- راشد بن عزيور الرشيدي
27- راشد المنيع
28- زعال بن غريب بن ناصر القراشي العازمي
29- سالم بن غوينم
30- سالم بن فريجان العجمي
31- سعد الزمانان
32- سعد بن مرزوق الرشيدي
33- سعود السحيب العازمي
34- سعود بن عقاب الرشيدي
35- سعود كحيان بن كعمي الرشيدي
36- سليمان عبدالعزيز المنصور
37- سيف العتيقي
38- سيف بن كعمي الرشيدي
39- صالح الرهيماني
40- صالح الرويح ( الرويجح )
41- صالح بن عبدالكريم السعيد
42- ضرباح خليفة الوسمي
43- عامر المبارك العميري
44- عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحسينان
45- عبدالرحمن بن عجلان السعيد
46- عبدالرحمن المقهوي
47- عبدالرزاق أمان
48- عبدالعزيز العوجان
49- عبدالعزيز بن معدي
50- عبدالله بن جعوان
51- عبدالله بن حبيب العازمي
52- عبدالله الزمانان
53- عبدالله الضرمان
54- عبدالله بن علي بن ملحم ( السهلي )
55- عبدالله بن علي النجدي
56- عبدالله الهولي
57- عبدالكريم بن عبداللطيف السعيد
58- عبدالكريم الحجرف ( مولى لمبارك الحجرف )
59- عبداللطيف بن سليمان بن عثمان السعيد
60- عثمان بن سليمان بن صالح السعيد
61- عثمان بن سيف
62- عثمان بن عبداللطيف السعيد
63- علي بن شملان بن علي آل سيف الرومي
64- علي بن عمير
65- علي الخنيني
66- عنبر (مولى للعصفور )
67- عنبر ( مولى للمديرس )
68- غانم بن مبارك العميري
69- فرحان النومان
70- فريح بن محيسن الحبشي
71- فلاح صالح النمران
72- فهد الدويلة
73- فهد بن مرزوق بن غصن
74- فهد بن دويان الدريبي
75- فهيد بن قحموم الحجرف
76- ليلي ( مولى للخشاب الرشيدي )
77- مبارك الدويلة
78- متعب فلاح الحيدقي العجمي
79- مجبل بن محمد بن جارالله العريفان
80- مجبل الشلال
81- مجرن المجرن الشلال
82- محمد الدريبي العنزي
83- محمد الدويهيس العازمي
84- محمد بن زامل
85- محمد بن عبدالله المزين
86- محمد بن جارالله العريفان
87- محمد بن عبدالكريم السعيد
88- محمد المغربي
89- مدوخ ( تابع لسالم المبارك الصباح )
90- مرزوق الحريص
91- مزعل المزعل
92- مساعد العبكل
93- مساعد العجيل
94- مسعد المرزوق الرشيدي
95- مشاري النجدي
96- مطلق الخضير
97- مطيران ( خادم جابر العبدالله الصباح )
98- مفلح بن داهم
99- مناور ماطر الجسار الرشيدي
100- مهلهل ابراهيم المضف
101- ناصر بن جارالله العريفان
102- يوسف المخيزيم
103- الشيخ مناور بن هضيمان العازمي ( أول أسير وشهيد بمعركة الجهراء )
104- عبدالله بن عنيزان البليحية العازمي
105- مرزوق بن عنيزان البليحية العازمي
106- مطلق بن فهد الجافور العازمي
107- نقا بن زامل البليحية
108- كحل بن ظاهر البليحية
109- هيلم بن عيد البليحية
110- عبدالله بن عجله العازمي
111- ساير المسحمي العازمي
112- غريب بن معين الصابري العازمي
113- مرزوق بن معين الصابري العازمي
114- عبيد بن صايل القعمري
115- حسين الشقفا العازمي ( رجل دين )
116- فهد بن عفيان المسحمي العازمي
117- راشد بن سعد الهدية العازمي
118- مبارك بن حليلة الصابري العازمي
119- سعيد بن مديعج العازمي
120- سعيد بن معين العازمي
121- شنيف الملعبي العازمي
122- جديع بن مهيميل العازمي
123- راشد الجهراني الصابري العازمي
124- نعير بن معين الصابري
125- مطيليق الجهراني الصابري
126- عبود الجهراني الصابري
127- عبود الجهراني الصابري
128- مبارك دويان الدريبي العنزي
129- حمود بن عجان
130- عبدالله السهيلي
131- مفرح الصلال
132- عبدالله بن فايز الرفدي
133- فهد بن صقر العدوان العنزي
134- مرزوق صقر العداون العنزي
135- ثواب الجريدي المطوطح
136- عطا الله طحيشل العنزي
137- مجبل محمد الخالد العنزي
138- مطلق محمد الخالد العنزي
139- نمى بن أحمد النمى
140- محمد السمار
141- سعود جريدي المطوطح
142- سعد جريدي المطوطح
143- ناهس الذايدي العنزي
144- متعب الشلاحي الرشيدي
145- عبدي الصليلي
146- فهاد الصليلي
147- عبدالله البيحي الصليلي
المصادر :
1- حسين خلف الشيخ خزعل - تاريخ الكويت السياسي -
2- متعب السعيد - قرية الجهراء -
3- بدر خالد البدر - معركة الجهراء -
4- بدر الدين الخصوصي - معركة الجهراء -
5- عبدالعزيز الرشيد - تاريخ الكويت -
6- عبدالله الحاتم - من هنا بدأت الكويت -
7- حمد السعيدان- الموسوعة الكويتية المختصرة -
8- يعقوب الغنيم - ملامح من تاريخ الكويت -
9- عبدالله الدويش - الفنون الشعبية -
10 - سعد العجمي -أيام كويتية -
11- الباحث طلال الرميضي -
اذا حبيت نسخ المقالهـ
ليست هناك تعليقات: